بيتـــــي ..

 

مات بيتي ..

وماتت معه أحلا ذكريات عمري ..

في صغري ..

وبعد أن كبر سني ..

ضياعي ..

ألمي ..

حزني ..

همي ..

ماتت كلها بإندثار بيتي ..

أنا من أصدرت له وثيقة الإعدام ..

ومنعت أبوابه ..

وجدارنه من الكلام ..

تناسيت أنه كان يغني معي ..

معزوفة زمني ..

تجاهلت أنه كان يلملم دمعي ..

وتارةً يشاركني  همي ..

جدرانه الهشة تعرفني .. !!

وشبابيكه الرثة تعرفني ..

حتى ظلمته الحالكة السواد ..

بالليل تميزني ..

بيتي القديم ..

أنا هو ذاك اليتيم ..

أتذكرني !!

أتذكر سري ..

وخفايا أمري ..

شقاوتي وطيشي ..

جنوني وهزلي ..

أنك أنت فقط .. به تدري ..

يا بيتي ..

قد تجرعت فيك كل أنواع الشقاء ..

ووضعت في كل ركناً منك ..

رمزاً يذكرني بلحظات العناء ..

دموع عيني ..

إحمرار جلدي ..

سكوتي وقهري ..

ومن بابك المكسور ..

قد تم طردي ..!!

وبساحتك الكبيرة ..

تم شنقي ..

وكثراً من المرات ..

يتم شنقي ..

أنك عن كل هذا .. تدري !!

وعن ذلك الفتى الذي كان فيك ..

صغيراً يبكي ..

كبيراً أيضا يبكي ..

وكم من المرات التي ينام على أحضانك ..

وهو لا زال يبكي ..

وعن مكان نومه لا يدري !!

أنك سري ..

بل أنك أحزان عمري ..

دموعي وقهري ..

رثائي وصبري ..

أتذكر كل هذا يا بيتي ..

أتذكر ..

أنها معزوفة حزينة لأيام عمري ..

لحنتها في عهدك يا بيتي .. !!