حـكاية ميــلادي

 

كأي طفل ولدتْ

أبكي ..

 ألعبْ ..

 أضحكْ ..

وأحياناً .. أتكلمْ

أقلد ..

أستمع ..

فجأة القدر سلبْ أمي

للأسف ..

 خيب ظني

حينها كنتُ ..

لا أعرف البكاءْ

كنتُ أعبث بكل الأشياءْ ..

جاءني شعور بالبكاءْ

بكيتْ ..

تألمتْ ..

 تعذبتْ ..

ولكن لا أعرف لماذا ..؟

فكلمة أمي لم أنطقها

منذ مولدي ..

ومعنى أمي لم أعرفها

إلى يومي ..

ظننت كل الأمهات .. أمي

ظننت هكذا ..

ولكن إلى متى ..

فهن لم يكونن كذلكْ

فبسببهن داهمتني المهالكْ

منذ صغري .. عرفتها

منذ صغري .. عشقتها

هي الأم .. ظننتها ..!

فحينما أبكي ..

ليس بأحد يمسح دموع اليتيم

وحينما أتألمْ ..

ليس بأحد يطبب على حزني الأليم

كنت أواسي نفسي .. بنفسي

كنت أدفنْ همي .. بقلبي

بالكتمان ..

بالنسيان ..

بالانطواءْ ..

والحرمان ..!

كنت لا أشتكي آلامي ..

لأي إنسانْ ..

كنت اليتيمْ .. كنت السقيمْ

أبكي لنفسي فقط ..

أسمع أنيني دون أحدْ

أهرب عن الناس ..

لكي لا يضربوني

ولا يؤذوني

أحس أنني .. مختلف عنهمْ

لست مثلهمْ

غريب عنهمْ

جراحي كانت تنزفْ ..

كل وقت وكل حين

جراحي كانت تعرفْ ..

أنني وحيد ومسكين

عرفت معنى الضياع

وعرفت أن حياتي ستباع

آه .. ثم آه ..ثم آه ..

يا ليتها تخفف المعاناةْ

يا ليتها تنهي المأساةْ

حكاية عمري .. لن أنساها

أمام عيني دائما أراها

حكاية عمري ..

ستظل أمام عيني ..

وفي فكري وعقلي ..

أنها أيام الظلامْ

أنها أنيناً لن تداويه الأيامْ ..

أنها ذكرى ستكتبه الأقلامْ ..!

فهل سأرتاحْ ..

وتنبري كل الجراحْ

لحكاية ميلادي .. وعمري