من أي طين أنت تتكونين .. وأي شعور بداخلك يكون .. قبيحة في معانيك .. ذميمةً  في سلوكك .. بت اكره أن انظر إليك .. بت لا أرغب في محادثتك .. تكونين طفلة صغيرة التفكير حينما تكلميني .. جاهلة التعبير .. غبية اللقاء .. لا تعلمين .. لا تفكرين .. فقط تقتلعين من شفتاك المتعجرفتان حمماً لا تصد ولا ترد .. من أي أنواع البشر !! .. أنت تكونين .. وتتكلمين .. وتصرخين .. وتصبحين كالأحمق في عالم الغرباء .. لا أتوقع منك شيئا يكون في حقي .. لا أتوقع أن تقولين لي حرفا يكون في صفي .. أعرفك .. أكثر مما اعرف نفسي .. قراءتك مرات ومرات .. ودونت ملاحظاتي الكثيرة .. سألت نفسي عنك .. وحصنت ما أستطعت تحصينه منك .. بلهاء .. أنانية التفكير .. تعتقدين أنك الأفضل .. أينما تحلين .. سحقاُ لأمري .. لو كنت قادراُ .. لغيرته بيدي .. وأتيت بمن تعرف من أكون .. ومتى أكون .. سيدك العظيم أنا  أكون .. ومن كان قبلك .. ماذا كان يقول .. ومن تعذب قبلك .. ومن ذاق أمر منك .. ومن تعلم أكثر منك .. ومن .. ومن .. أليسوا أناساً كالآخرين .. سخرية بلاغية التصوير تجتاحك .. غروراً يلبسك من رأسك حتى أغمص قدميك .. سيدة .. وتقولين انك سيدة .. من أين ابحث عن هذه الكلمة فيك !! .. في شكلك .. أم فكرك .. أم في صوتك .. وكلامك .. لا اعتقد سأجدها .. وأن وجدتها ستكون هناك وقد أحل عليها دهراً غابراً واراها في لحدك المميت .. رفقاً بنفسك امراءة تأكل نفسها .. رفقاً بطفلة عشقت أمها .. لا ترفقين بحالي .. لا تقولين لي انك عزيز وغالي .. ما عدت أؤمن بهذه الخرافات المنتهية .. ما عدت ابتسم لها .. مللتها .. كرهتها .. سحقتها بأقدامي .. وكل هذا وأكثر .. أترغبين ما في الكون لك .. أتودين الأحتفاظ بكل ما يسرك .. وتتمنين الحصول على ما تريدين .. لا يهمك شيئا أخر .. لا يهمك !!

       تركت كل نساء لأرض وأتيت إليك لا أدري ما هو السبب .. تركت كل من كان يتمنى فقط أن يلمس راحة يدي .. وأن يخاطب شفتي .. وأن يناظر عيني .. تركت كل شي .. وجئت إليك كقطً لم يرى في العالم سواك .. كنت غبياً في حبي .. جاهلاً في عشقي .. تصورتك أنك أجمل وأروع نساء الأرض .. أين من كانت تنتظرني بشوق ولهفة على مشارف باب بيتها .. أين من كانت تختلق الأعذار لكي تدخل منطقي الغبية .. أين من كانت تختلس النظر من خلف ستائر شباكها الممزقة .. أين .. وأين .. وأين .. وبالنهاية أتيت إليك كالأسير الذي أسر نفسه بنفسه .. وما كدت تصدقين أنني أتيت إليك .. حتى رسمت لعالم نجوماً وكواكب ..  وزعت في بيداءك القاحلة وروداً وزهوراُ .. وأتيت بكل ما هو رائعاً ووضعته على مشارف أبواب منطقتك .. ٍ حتى أنك وضعتي أسمي عنواناً لمنطقتك المهجورة .. أنا من كنت غبياً حينها .. أنا من كنت أحمقاً ساعتها .. يا أمراءة رائعة .. جميلة .. حنونة .. ظننتها .. !!