زمن حكم .. زمن أمر .. زمن عابر .. زمن غابر .. أيها الزمن مكحل العينين .. في جوفك مساكين .. مظاليم .. أيها الزمن .. نعاني الجروح والألم .. نعاني ذكرى جميلة بلحظة أتاها العفن .. ما بين آهات وآهات .. وما بين أنين وأنين يملأ تلك السنوات .. هم يصارعون الحياة وينتظرون الموت بأي اللحظات .. كانوا شباب في ريعان حياتهم  .. كانوا أطفالا بحركاتهم .. يذهبون ضحايا حوادث .. وكوارث .. نعم يا زمن ! .. أهذا القدر .. راضي بحكمك يا قدر .. ولكن ..!

أتسمع مناجاتي .. أتعلم شيئاً عن معاناتي .. أظنك فقط تعلم .. متى تنتهي كل حكاياتي .. ما ذنبي أن تأخذني أنا  .. ما ذنبي أن تختارني أنا .. لا أكون ألا واحداً ممن أخترتهم سابقاً .. مهما يكن .. أنت الزمن .. رميتني في غرفتي عليل .. لا حركة .. لا همسة .. مجرد شفاه تبكي ماضي جميل .. كنت أحب الابتسامة .. وارفض الحزن ولحظات الهم .. كنت احب أصحابي وأصدقائي .. كنت أهوى كل ما هو جميل .. كنت أعشق القمر حينما يناديني في منامي .. في كل أوقاتي أحب أن  أراه .. أسمعه ويسمعني .. أحضنه ويحضنني .. بالمرات كنت أجلسه على كتفي .. دموعي تنهمر .. أحاسيسي تخونيني لا أستطيع أن أتملكها .. تأتيني زوابعها وتقتلعني من مكاني .. قوية تلك زلازلها .. تشدني إليها .. لا أريدها .. لا أطيقها .. لا .. لا ..!!

وكيف الهروب .. وكيف يمكن تضميد القلوب .. حينما تنكسر .. طريحاً أنا هنا .. ميتاً منتظراً يوارني أحداً .. قدري .. زمني .. أحبكما .. ولا أكرهكما .. فهل أنتما تبادلاني ما أحسه تجاهكما .. ؟؟ .. نعم .. والدليل أنا مرمياً .. في غرفتي .. محنطاً في سريري .. أنتظر الدموع لكل من يراني .. وأرى الوجوه العابسة .. تملأ كياني .. اقبل ما يكون منكما ..  مهما يكن أقبله .. لا أرفضه .. متى  سأتحرر  .. ومتى سأندثر .. أخبراني .. أرجوكما .. أخبراني .. فحياتي ماتت .. موت الجبان .. !!

 

معاق ينادي ..

نهاية عمر ..

بلمح البصر ..

موت ..

قتل ..

أو ربما أنتحر !!

هذا قدر

وذاك قدر ..

بين حياة وموت ..

بين نهاية همساً وصوت ..

يبقى القدر ..

ذاك القدر .. قاهر البشر !!